فقالت الملائكةُ كنا نشم من فيك رائحةَ المسك فأفسدته بالسواك وقيل أوحى الله تعالى إليه أما علمتَ أن ريحَ فمِ الصائمِ أطيبُ عندي من ريح المِسْك فأمره الله تعالى بأن يزظيد عليها عشرةَ أيامٍ من ذي الحِجّة لذلك وذلك قوله تعالى {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} والتعبير عنها بالليالي لأنها غُررُ الشهور وقيل أمره الله تعالى بأن يصوم ثلاثين يوماً وأن يعمل فيها بما يقرّبه من الله تعالى ثم أنزلت عليه التوراةُ في العشر وكلم فيها وقد أُجمل ذكر الأربعين في سورة البقرة وفصل ههنا وواعدنا بمعنى وعدْنا وقد قرىء كذلك وقيل الصيغةُ على بابها بناءً على تنزيل قَبول موسى عليه السلام منزلةَ الوعدِ وثلاثين مفعولٌ ثانٍ لواعدنا بحذف المضاف أي إنما ثلاثين ليلةً {فَتَمَّ ميقات رَبّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} أي بالغا أربعين ليلة {وَقَالَ موسى لاِخِيهِ هارون} حين توجه إلى المناجاة حسبما أُمر به {اخلفنى} أي كن خليفتي {فِى قَوْمِى} وراقِبْهم فيما يأتُون وما يَذَرُون {وَأَصْلِحْ} ما يحتاج إلى الإصلاح من أمورهم أو كن مصلحاً {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المفسدين} أي لا تتبع مَنْ سلك الإفسادَ ولا تُطِعْ من دعاك إليه