{لَا يُكَلّفُ الله نَفْسًا إِلَاّ وُسْعَهَا} جملةٌ مستقلة جيءَ بها إثرَ حكايةِ تلقِّيهم لتكاليفه تعالى بحسن الطاعة إظهاراً لما له تعالى عليهم في ضمن التكليف من محاسنِ آثارِ الفضل والرحمة ابتداءً لا بعد السؤال كما سيجئ هذا وقد رُوي أنَّه لمَّا نزلَ قوله تعالى وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ الله الآية اشتد ذلك على أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فأتوه علية السلام ثم برَكوا على الرُكَب فقا لوا أيْ رسولَ الله كُلِّفنا من الأعمال ما نطيق الصلاةُ والصومُ والحج والجهاد وقد أُنزل إليك هذه الآية ولا نُطيقُها فقال أى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمِعنا وعصَينا بل قولوا سمعنا وأطعنا غُفرانَك ربنا وإليك المصير فقرأها القوم فأنزل الله عزَّ وجلَّ آمَنَ الرسول بِمَا أُنزِلَ الية من ربة الى قولة تعالى ربنا واليك المصيرفمسئولهم الغفران المعلق بمشئتة عز وجل في قوله فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء ثم أنزل الله تعالى لَا يُكَلّفُ الله نفساإلا وُسْعَهَا تهويناً للخطب عليهم بيان إن المرادَ بما في أنفسهم ما عزَموا عليه من السوء خاصة لا ما يعُمُّ الخواطرَ التي لا يُستطاع الاحتراز عنها والتكليفُ إلزامُ ما فيه كُلفةٌ ومشقة والوُسعُ ما يسَعُ الإنسانَ ولا يَضيقُ علية أى سنتة تعا لى انة لا بكلف نَفْساً من النُّفوسِ إلَاّ ما يتَّسع فيه طَوقُها ويتيسّر عليها دون مدى الطاقة والمجهود منة رحمة لهذة الأمة كقوله تعالى {يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ العسر} وقرىء وَسعها بالفتح وهذا يدل على عدم وقوعِ التكليفِ بالمحال لا على امتناعه وقوله تعالى
{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت} للترغيب في المحافظة على مواجبِ التكليف والتحذيرِ عن الإخلال بها بيان أن تكليفَ كل نفسٍ مع مقارنته لنعمة التخفيفِ والتيسير تتضمنُ مراعاتُه منفعةً زائدة وأنها تعود إليها لاألى غيرها وبستتبع الإخلالُ به مضرةً تَحيق بها لا بغيرها فإن ذفأن اختصاصَ منفعةِ الفعل بفاعله من أَقْوى الدَّواعي إلى تحصيله واقتصارَ مضرَّتِه عليه من أشد الزواجر عن مباشرته أي لها ثوابُ ما كسبت من الخير والذي كُلّفت فعلَه لا لغيرها استقلالا أواشتراكا ضرورةَ شمُول كلمةِ ما لكل جزءٍ من أجزاءِ مكسوبها وعليها لا على غيرها بأحد الطريقين المذكورين عقابُ ما اكتسبت من الشر الذي كُلِّفت تركه وإيرادُ