{الله يَبْسُطُ الرزق} أي يوسّعه {لِمَن يَشَاء} مِنْ عِبَادِهِ {وَيَقْدِرُ} أي يضيّقه على من يشاء حسبما تقتضيه الحكمة من غير أن يكون لأحد مدخلٌ في ذلك ولا شعورٌ بحكمته فربما يبسُطه للكافر إملاءً واستدراجاً وربما يضّيقه على المؤمن زيادةً لأجره فلا يُغترَّ ببسط الكافر كما لا يَقنط بقدره المؤمنُ {وَفَرِحُواْ} أي أهلُ مكة فرَحَ أشَرٍ وبطر لا فرحَ سرورٍ بفضل الله تعالى {بالحياة الدنيا} وما بُسط لهم فيها من نعيمها {وَمَا الحياة الدنيا} وما يتبعها من النعيم {فِى الاخرة} أي في جنب نعيمِ الآخرة {إِلَاّ متاع} إلا شيءٌ نزْرٌ يُتمتع به كعُجالة الراكب وزادِ الراعي والمعنى أنهم رضُوا بحظ الدنيا معرِضين عن نعيم الآخرةِ والحالُ أن ما أشِروا به في جنب ما أعرضوا عنه شيءٌ قليل النفع سريعُ النفاد