{قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ} هو يهوذا وكان أحسنَهم فيه رأياً وهو الذي قال فَلَنْ أَبْرَحَ الارض الخ وقيل روبيل وهو استئنافٌ مبني على سؤال من سأل وقال اتفقوا على ما عُرض عليهم من خصلتي الضّيْع أم خالفهم في ذلك أحدٌ فقيل قال قائل منهم
{لَا تَقْتُلُواْ يُوسُفَ} أظهره في مقام الإضار استجلاباً لشفقتهم عليه أو استعظاماً لقتله وهو هو فإنه يروى أنه قال لهم القتلُ عظيمٌ ولم يصرّح بنهيهم عن الخَصلة الأخرى وأحاله على أولوية ما عرضه عليهم بقوله
{وَأَلْقُوهُ فِى غَيَابَةِ الجب} أي في قعره وغوره سُمِّي بها لغَيبته عن عين الناظرِ والجبّ البئرُ التي لم تُطْوَ بعدُ لأنها أرضٌ جُبّت جباً من غير أن يُزاد على ذلك شيءٌ وقرأ نافعٌ في غيابات الجب في الموضعين كأن لتلك الجبّ غياباتٍ أو أراد بالجب الجنسَ أي في بعض غيابات الجبِّ وقرىء غيابات وغيبة
{يَلْتَقِطْهُ} يأخذْه على وجه الصيانة عن الضياع والتلف فإن الالتقاطَ أخذُ شيءٍ مشرف على الضياع
{بَعْضُ السيارة} أي بعض طائفةٍ تسير في الأرض واللام في السيارة كما في الجب وما فيهما وفي بعض من الإبهام لتحقيق ما يتوخاه من ترويج كلامِه بموافقته لغرضهم الذي هو تنائي يوسفَ عنهم بحيث لا يدرى أثرُه ولا يروى خبرُه وقرىء تلتقطْه على التأنيث لأن بعضَ السيارة سيارةٌ كقوله ... كَما شرِقَتْ صدرُ القناةِ من الدمِ ...
ومنه قُطعت بعضُ أصابعه
{إِن كُنتُمْ فاعلين} بمشورتي لم يبُتَّ القول عليهم بل إنما عرض