للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

{فَهَزَمُوهُم} أي كسروهم بلا مكث

{بِإِذُنِ الله} بنصره وتأييده إجابةً لدعائهم وإيثارُ هذه الطريقة على طريقة قوله عز وجل فاتاهم الله ثَوَابَ الدنيا الخ للمحافظة على مضمون قولِهم غلَبتْ فئةً كثيرةً بإذن الله

{وقتل داود جَالُوتَ} كان إيشى أبو داودَ في عسكر طالوتَ معه ستةٌ من بنيه وكان داودُ عليه السلام سابعَهم وكان صغيراً يَرعى الغنم فأوحى الله تعالى إلى نبيهم أنه الذي يقتل جالوتَ فطلبه من أبيه فجاء وقد مر في طريقه بثلاثة أحجار قال له كل منها احمِلنا فإنك بنا تقتُل جالوتَ فحملها في مِخْلاته قيل لما أبطأ على أبيه خبرُ إخوته في المصافِّ أرسل داودُ إليهم ليأتيَه بخبرهم فأتاهم وهم في القراع وقد برز جالوتُ بنفسه إلى البِراز ولا يكاد يبارزه أحدٌ وكان ظلُّه ميلاً فقال داودُ لإخوته أما فيكم من يخرجُ إلى هذا الأقلفِ فزجروه فنحا ناحية أخرى ليس فيها أخوتُه وقد مر به طالوتُ وهو يحرِّض الناسِ على القتال فقال له داودُ ما تصنعون بمن يقتل هذا الأقلفَ قال طالوت أنكحه بنتى وأعطيه شطرَ مملكتي فبرز له داودُ فرماه بما معه من الأحجار بالمِقلاع فأصابه في صدره فنفذ الأحجارُ منه وقتلت بعده ناسا كثيرا وقيل إنما كلمته الأحجارُ عند بروزه لجالوتَ في المعركة فأنجز له طالوتُ ما وعده وقيل إنه حسده وأخرجه من مملكته ثُمَّ ندِمَ عَلَى مَا صنعه فذهب يطلبه إلى أن قُتل ومُلِّك داودُ عليه السلام وأعطيَ النبوةَ وذلك قوله تعالى

{وآتاه الله الملك} أي مُلكَ بني إسرائيلَ في مشارقِ الأرض المقدسةِ ومغاربِها

{والحكمة} أي البنوة ولم يجتمع في بني إسرائيلَ الملكُ والنبوةُ قبله إلا له بل كان الملكُ في سِبط والنبوة في سبط

<<  <  ج: ص:  >  >>