(إِلَاّ إِبْلِيسَ) استثناءٌ متَّصل إما لأنه كانَ جنِّياً مفرَداً مغموراً بألوف من الملائكة فعد منهم تغليباً واما لأنَّ من الملائكةِ جنساً يتوالدون وهو منهم وقوله تعالى (أبى أَن يَكُونَ من الساجدين) استئناف مبين لكيفية عدم السّجودِ المفهومِ من الاستثناءِ فإن مطلق عدم السجود قد يكون مع التردد وبه علم أنه مع الاباء والاستكبار أو منقطع فيتصل به ما بعده أي لكن ابليس أبى ان يكون معهم وفيه دلالةٌ على كمالِ ركاكة رأيه حيث أدمج في معصية واحدة ثلاث معاص مخالفة الأمر والاستكبار مع تحقير آدم عليه الصلاة والسلام ومفارقة الجماعة والإباء عن الانتظامِ في سلكِ أولئك المقربين الكرام