{بِعَهْدِ الله} أي بدلَ ما عاهدوا عليه من الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والوفاءِ بالأمانات
{وأيمانهم} وبما حلفوا به من قولهم والله لنُؤمِنن به ولننصُرَنّه
{ثَمَناً قَلِيلاً} هو حُطامُ الدنيا
{أولئك} الموصوفون بتلك الصفاتِ القبيحةِ
{لَا خلاق} لا نصيبَ
{لَهُمْ فِى الآخرة} من نعيمها
{وَلَا يُكَلّمُهُمُ الله} أي بما يسُرّهم أو بشيء أصلاً وإنما يقع ما يقع من السؤال والتوبيخِ والتقريعِ في أثناء الحساب من الملائكةِ عليهمِ السَّلامُ أولا ينتفعون بكلماتِ الله تعالى وآياتِه والظاهرُ أنه كنايةٌ عن شدة غضبِه وسَخَطِه نعوذ بالله من ذلك لقوله تعالى
{وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القيامة} فإنه مَجازٌ عن الاستهانة بهم والسخطِ عليهم متفرِّعٌ على الكناية في حق من يجوزُ عليه النظرُ لأن مَن اعتد بالإنسان التفت إليه وأعاره نظر عينيه ثم كثُر حتى صار عبارةً عن الاعتداد والإحسانِ وإن لم يكن ثَمَّةَ نظَرٌ ثم جاء فيمن لا يجوز عليه النظرُ مجرد المعنى الإحسان مَجازاً عما وقع كنايةً عنه فيمن يجوزُ عليه النظر ويومَ القيامة متعلقٌ بالفعلين وفيه تهويل للوعيد
{وَلَا يُزَكّيهِمْ} أي لا يُثني عليهم أو لا يُطَهِّرهم من أوضار الأوزار
{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} على ما فعلوه من المعاصي قيل إنَّها نزلتْ في أبي رافعٍ ولُبابةَ بنِ أبي الحقيق وحُيَيِّ بنِ أخطَبَ حرّفوا التوراة وبدلوا نعتَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا الرِّشوةَ على ذلك وقيل نزلت في الأشعث بنِ قيسٍ حيث كان بينه وبين رجل نزاعٌ في بئر فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له شاهداك أو يمينُه فقال الأشعث إذن يحلف ولا يبالي فقال صلى الله عليه وسلم من حلف على يمين يستحق بها ما لا هو فيها فاجرٌ لقِيَ الله وهو عليه غضبان وقيل في رجل أقام سلعة في السوق فحلف لقد اشتراها بما لم يكن اشتراها به