{واعتصموا بِحَبْلِ الله} أي بدين الإسلامِ أو بكتابه لقوله عليه الصلاة والسلام القرآنُ حبلُ الله المتينُ لاتنقضى عجائبُه ولا يخلَقُ من كثرة الردِّ مَنْ قال به صدَقَ ومن عمِل به رَشَد ومن اعتصم به هُديَ إلى صراط مستقيم إما تمثيلٌ للحالة الحاصلةِ من استظهارهم به ووثوقِهم بحمايته بالحالة الحاصلةِ من تمسك المتدلي من مكان رفيعٍ بحبل وثيقٍ مأمونِ الانقطاعِ من غير اعتبار مجازٍ في المفردات وإما استعارةٌ للحبل لما ذُكر من الدين أو الكتاب والاعتصام ترشيحٌ لها أو مستعارٌ للوثوق به والاعتمادِ عليه
{جَمِيعاً} حالٌ من فاعلِ اعتصموا أي مجتمعين في الاعتصام
{وَلَا تَفَرَّقُواْ} أي لا تتفرقوا عن الحق بوقوع الاختلافِ بينكم كأهل الكتابِ أو كما كنتم متفرقين في الجاهلية يحارب بعضُكم بعضاً أو لا تحدثوا ما يوجب التفريق ويُزيل الأُلفةَ التي أنتم عليها
{واذكروا نِعْمَةَ الله} مصدر مضافٌ إلى الفاعل وقولُه تعالى
{عَلَيْكُمْ} متعلقٌ به أو بمحذوفٍ وقع حالا منه وقوله تعالى
{إِذْ كُنتُم} ظرفٌ له أو للاستقرار في عليكم أي اذكروا إنعامه عليكم أو اذكروا إنعامة متسقرا عليكم وقت كونِكم
{أَعْدَاء} في الجاهلية بينكم إلامن والعداواتُ والحروبُ المتواصلة وقيل هم الأوسُ والخزرجُ كانا أخوَين لأب وأمٍ فوقعت بين أولادِهما العداوةُ والبغضاءُ وتطاولت الحروبُ فيما بينهم مائةً وعشرين سنةً
{فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} بتوفيقكم للإسلام
{فَأَصْبَحْتُم} أي فصِرْتم
{بِنِعْمَتِهِ} التي هي ذلك التأليفُ
{إِخْوَانًا} خبرُ أصبحتم أي إخواناً متحابّين مجتمعين على الأُخوّة في الله متراحمين متناصحين متفقين على كلمة الحقِّ وقيل معنى فأصبحتم فدخلتم في الصباح فالباء حينئذ متعلقةٌ بمحذوفٍ وقعَ حالاً من الفاعل وكذا إخوانا أي فأصبحتم