{يخادعون الله والذين آمنوا} بيانٌ ليقولُ وتوضيحٌ لما هو غرضُهم مما يقولون أو استئنافٌ وقعَ جَواباً عن سؤال ينساق إليه الذهنُ كأنه قيل مالهم يقولون ذلك وهم غيرُ مؤمنين فقيل يخادعون الله الخ أي يخدعون وقد قرئ كذلك وإيثارُ صيغة المفاعلةِ لإفادة المبالغةِ في الكيفية فإن الفعل متى غولب فيه بولغ فيه قطعاً أو في الكمية كما في الممارسة والمزاولة فإنهم كانوا مداومين على الخَدْع والخِدْعُ أن يوهم صاحبَه خلاف ما يريد به من المكروء ليوقعَه فيه مِن حيثُ لَا يحتسبُ أو يوهمَه المساعدةَ على ما يريد هو به ليغترّ بذلك فينجوا منه بسهولة من قولهم ضبٌّ خادع وخُدَع وهو الذي إذا أمر الحارش يده على باب جُحره يوهمه الإقبالَ عليه فيخرج من بابه الآخر وكلا المعنيين مناسبٌ للمقام فإنهم كانوا يريدون بما صنعوا أن يطّلعوا على أسرار المؤمنين فيذيعوها إلى المنابذين وأن يدفعوا عن أنفسهم ما يصيب سائر