{واللاتى يَأْتِينَ الفاحشة مِن نسائكم} شروع في بيان بعضٍ آخَرَ من الأحكام المتعلقةِ بالنساءِ إثرَ بيانِ أحكام المواريث والآتى جمعُ التي بحسب المعنى دون اللفظِ وقيل جمعٌ على غير قياسٍ والفاحشةُ الفَعلةُ القبيحةُ أريد بها الزنا لزيادة قُبحِه والإتيانُ الفعلُ والمباشرةُ يقال أتى الفاحشةَ أي فعلها وباشرها وكذا جاءها ورهَقها وغشِيَها وقرئ بالفاحشة فالإتيانُ بمعناه المشهورِ ومن متعلقةٌ بمحذوفٍ وقعَ حالاً من فاعل يأتين أي اللَاّتي يفعلْن الزنا كائناتٍ من نسائكم أي من أزواجكم كما في قوله تعالى {والذين يظاهرون مِن نّسَائِهِمْ} وقوله تعالى {مّن نِّسَائِكُمُ اللاتى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} وبه قال السدي
{فاستشهدوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مّنْكُمْ} خبر للموصول والفاء للدلالة على سببية مَا في حيزِ الصلةِ للحكم أي فاطلبوا أن يشهَدَ عليهن بإتيانها أربعةٌ من رجال المؤمنين وأحرارِهم
{فَإِن شَهِدُواْ} عليهن بذلك
{فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى البيوت} أي فاحبِسوهن فيها واجعلوها سِجْناً عليهن
{حتى يَتَوَفَّاهُنَّ} أي إلى أن يستوفيَ أرواحَهن
{الموت} وفيه تهويلٌ للموت وإبرازٌ له في صورة من يتولى قبض الأرواح