{الذين يُنفِقُونَ} في محل الجرِّ على أنه نعتٌ للمتقين مادحٌ لهم أو بدلٌ منه أو بيانٌ أو في حيزِ النصبِ أو الرفع على المدح ومفعولُ ينفقون محذوفٌ ليتناولَ كلَّ ما يصلُح للإنفاق أو متروكٌ بالكلية كما في قولك يُعطي ويمنَع
{فِى السَّرَّاء والضراء} في حالتي الرخاءِ والشدة واليُسر والعُسر أو في الأحوال كلِّها إذ الإنسانُ لا يخلو عن مَسَرة أو مضَرَّة أي لا يخلُون في حال ما بإنفاق ما قدَروا عليه من قليل أو كثير
{والكاظمين الغيظ} عطفٌ على الموصول والعدولُ إلى صيغة الفاعلِ للدِلالة على الاستمرار وأما الإنفاقُ فحيث كان أمراً متجدداً عبّر عنه بما يفيد الحدوث والتجدد والكظمُ الحبسُ يقال كظَم غيظه أي حبَسه قال المُبرِّدُ تأويلُه أنه كتمه على امتلائه منه يقال كظمتُ السقاءَ إذا ملأتُه وشددتُ عليه أي المُمْسِكين عليه الكافّين عن إمضائه مع القُدرة عليه وعن النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلم من كظم غيظاً وهو قادرٌ على إنفاذِه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً