{تَعَالَوْاْ إلى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} لا يختلف فيها الرسلُ والكتب وهي
{ألا نَعْبُدَ إِلَاّ الله} أي نوحِّدُه بالعبادة ونُخلِصُ فيها
{وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً} ولا نجعلَ غيرَه شريكاً له في استحقاق العبادةِ ولا نراه أهلاً لأن يُعبد
{وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا من دُونِ الله} بأن نقولَ عزيرٌ ابنُ الله والمسيحُ ابن الله ولا نُطيعَ الأحبارَ فيما أحدثوا من التحريم والتحليل لأن كلاً منهم بعضُنا بشرٌ مثلُنا رُوي أنَّه لمَّا نزلتْ {اتَّخذوا أحبارَهم ورهبانَهم أَرْبَاباً مِن دُونِ الله} قَالَ عديُّ بنُ حاتم ما كنا نعبُدهم يا رسولَ الله فقالَ عليه السلام أليس كانوا يُحِلّون لكم ويحرِّمون فتأخذون بقولهم قال نعم قال عليه السلام هو ذاك
{فَإِن تَوَلَّوْاْ} عما دعوتوهم إليه من التوحيد وتركِ الإشراك
{فَقُولُواْ} أي قل لهم أنت والمؤمنون
{اشهدوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} أي لزِمْتكم الحُجةُ فاعترِفوا بأنا مسلمون دونكم أو اعترِفوا بأنكم كافرون بما نطَقَتْ به الكتُب وتطابقت عليه الرسلُ عليهم السلام تنبيه انظُر إلى ما روعيَ في هذه القصة من المبالغة في الإرشاد وحسنِ التدرُّجِ في المُحاجَّة حيث بيّن أولاً أحوالَ عيسى عليه السلام وما توارد عليه من الأطوار المنافيةِ للإلهية ثم ذُكر كيفيةُ دعوتِه للناس إلى التوحيد والإسلام فلما ظهر عنادهم دُعُوْا إلى المباهلة بنوع من الإعجاز ثم لما أعرَضوا عنها وانقادوا بعضَ الانقياد دُعوا إلى ما اتفق