{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة} أي هدرُ النفسِ والمالِ والأهلِ أو ذل التمسكِ بالباطل
{أَيْنَمَا ثُقِفُواْ} أي وُجدوا
{إِلَاّ بِحَبْلٍ مّنْ الله وَحَبْلٍ مّنَ الناس} استثناءٌ من أعم الأحوال أيْ ضربت عليهم الذلةُ ضربَ القُبةِ على مَنْ هي عليه في جميعِ الأحوال إلَاّ حالَ كونِهم معتصمين بذمة الله أو كتابِه الذي أتاهم وذمةِ المسلمين أو بذمة الإسلام واتباعِ سبيلِ المؤمنين
{وباؤوا بِغَضَبٍ مّنَ الله} أي رجعوا مستوجبين له والتنكيرُ للتفخيم والتهويل ومن متعلقةٌ بمحذوف وقع صفةً لغضب مؤكدةٌ لما أفاده التنكيرُ من الفخامة والهول أي كائن من الله عز وجل
{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المسكنة} فهي محيطةٌ بهم من جميع جوانبِهم واليهودُ كذلك في غالب الحالِ مساكينُ تحت أيدي المسلمين والنصارى
{ذلك} إشارة إلى ما ذكر من ضرب الذلة والمسكنة عليهم والبَوْءِ بالغضب العظيم
{بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بآيات الله} أي ذلك الذي ذكر كائنٌ بسبب كفرِهم المستمرِّ بآياتِ الله الناطقةِ بنبوة محمدٍ صلَّى الله عليهِ وسلم وتحريفِهم لها وبسائر الآياتِ القرآنية
{وَيَقْتُلُونَ الانبياء بِغَيْرِ حَقّ} أي في اعتقادهم ايضا واسناد القتل مع أنه فعلُ أسلافِهم لرضاهم به كما أن التحريفَ مع كونه من أفعال أحبارِهم يُنسَبُ إلى كل من يسير بسيرتهم
{ذلك} إشارة إلى ما ذُكر من الكفر والقتل
{بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} أي كائنٌ بسبب عصيانِهم واعتدائهم حدود الله تعالى على الاستمرار فإن الإصرارَ على الصغائر يُفضي إلى مباشرة الكبائِر والاستمرارَ عليها يؤدي إلى الكفر وقيل معناه أن ضربَ الذلةِ والمسكنةِ في الدنيا واستيجابَ الغضبِ في الآخرة كما هو معلَّلٌ بكفرهم وقتلِهم فهو مسبَّبٌ عن عصيانهم واعتدائِهم من حيث إنهم مخاطَبون بالفروع من حيث المؤاخذة