{أَوَ لَمَّا أصابتكم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أنى هذا} كلامٌ مبتدأ مَسوقٌ لإبطال بعضِ ما صدرَ عنهُم من الظنون الفاسدةِ والأقاويلِ الباطلةِ الناشئةِ منها إثرَ إبطالِ بعضٍ آخرَ منها والهمزةُ للتقريع والتقريرِ والواو عاطفةٌ لمدخولها على محذوف قبلها ولما ظرف لقلتم مضافٌ إلى ما بعده وقد أَصَبْتُمْ في محلِ الرفعِ على أنه صفةٌ لمصيبة والمرادُ بها ما أصابهم يومَ أحدٍ من قتل سبعين منهم وبمِثْليها ما أصاب المشركين يومَ بدرٍ من قتلِ سبعين منهم وأسر سبعين وأنى هذا مقولُ قلتم وتوسيطُ الظرفِ وما يتعلق به بينه وبين الهمزةِ مع أنه المقصودَ إنكارُه والمعطوفُ بالواو حقيقةً لتأكيد النكيرِ وتشديد التقريعِ فإن فعلَ القبيحِ في غيره وقتِه أقبحُ والإنكارَ على فاعله أدخلُ والمعنى أحين أصابكم من المشركين نصفُ ما قد أصابهم منكم قبل ذلك جزِعتم وقلتم من أين أصابنا هذا وقد تقدم الوعدُ بالنصر على توجيه الإنكارِ والتقريعِ إلى صدور ذلك القولِ عنهم في