{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ} أيْ قدّرنا وقرنا للكفرة في الدُّنيا {قُرَنَاء} جمعُ قرينٍ أي أخداناً من الشياطينِ يستولُون عليهم استيلاءَ القيضِ على البيضِ وهو القشرُ وقيل أصلُ القيضِ البدل ومنه المقايضة البدلُ ومنه المقايضةُ للمعاوضةِ {فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أيديهم} من امور الدينا واتباعِ الشهواتِ {وَمَا خَلْفَهُمْ} من أمورِ الآخرةِ حيثُ أرَوهم أنْ لا بعثَ ولا حسابَ ولا مكروَه قطُّ {وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول} أيْ ثبتَ وتقررَ عليهم كلمةُ العذابِ وتحققَ موجبُها ومصداقُها وهو قولُه تعالَى لإبليسَ فالحق والحق أقل لاملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجميعن وقوله تعالى لمن اتبعك منهم لامْلانَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ كما مر مرار {فِى أُمَمٍ} حالٌ منَ الضميرِ المجرورِ أي كائنين في جملةِ أممٍ وقيلَ فِي بمعْنى مَعَ وهَذا كما ترى صريحٌ في أنَّ المرادَ بأعداءِ الله تعالى فيما سبقَ المعهودونَ من عادٍ وثمودَ لا الكفارُ من الأولينَ والآخرينَ كما قيلَ {قَدْ خَلَتْ} صفةٌ لأممٍ أي مضتْ {مِن قَبْلِهِمْ مّنَ الجن والإنس} على الكُفر والعصيانِ كذأب هؤلاءِ {إِنَّهُمْ كَانُواْ خاسرين} تعليل لاستحقاقهم العذاب والضير للأولينَ والآخرينَ