(وَإِنَّ عَلَيْكَ اللعنة) الإبعادَ عن الرحمة وحيث كان ذلك من جهة الله سبحانه وإن كان جارياً على ألسنة العبادِ قيل في سورة ص وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِى (إلى يَوْمِ الدين) إلى يوم الجزاء والعقوبة وفيه إشعارا بتأخير عقابِه وجزائِه إليه وأن اللَّعنةَ مع كمال فظاعتِها ليست جزاءً لفعله وإنما يتحقق ذلك يومئذ وفيه من التهويل مالا يوصف وجعلُ ذلك أقصى أمدِ اللعنة ليس لأنها تنقطع هنالك بل لأنه عند ذلك يعذَّب بما يَنسى به اللعنة من أفانين العذابِ فتصير هي كالزائل وقيل إنما حدت به لأنه أبعدُ غاية يضربها الناسُ كقوله تعالى خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض وحيث أمكن كونُ تأخير العقوبةِ مع الموت