{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الأرض} أي أقعدُوا في أماكنِهم فلم يسيرُوا فيها {فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين مِن قَبْلِهِم} من الأممِ المكذبةِ فإنَّ آثارَ ديارِهم تنبئ عن أخبارِهم وقولُه تعالى {دَمَّرَ الله عَلَيْهِمْ} استئنافٌ مبني على سؤال نشأ من الكلامِ كأنَّه قيلَ كيف كانت عاقبتُهم فقيلَ استأصلَ الله تعالىَ عليهم ما اختصَّ بهم من أنفسِهم وأهليِهم وأموالِهم يقالُ دمَّره أهلكَه ودمَّر عليهِ أهلكَ عليهِ ما يختصُّ بهِ {وللكافرين} أي ولهؤلاءِ الكافرينَ السائرينَ بسيرتِهم {أمثالها} أمثالُ عواقبِهم أو عقوباتِهم لكنْ لا على أنَّ لهؤلاءِ أمثالَ مالأولئك وأضعافَهُ بلْ مثلَه وإنما جُمعَ باعتبارِ مماثلتِه لعواقبَ متعددةٍ حسبَ تعددِ الأممِ المُعذبةِ وقيلَ يجوزُ أن يكونَ عذابُهم أشدَّ من عذابِ الأولينَ وقد قُتلوا وأُسروا بأيدِي من كانُوا يستخفّونهم ويستضعفونهم والقتلُ بيد المثلِ أشدُّ ألماً من الهلاكِ بسببٍ عامٍ وقيلَ المرادُ بالكافرينَ المتقدمونَ بطريقِ وضْعِ الظاهِرِ موضعَ الضَّميرِ كأنَّه قيلَ دمَّر الله عليهم في الدُّنيا وَلَهُمْ في الآخرةِ أمثالُها