وأحكامهُ لا نفسُه كما يلوح به تغييرُ التعبيرِ بتوحيد الضميرِ مع ما فيه من الافتنان المنبىءِ عن مزيدِ الاعتناءِ بمضمون الكلامِ لابتنائه على تجديد القصدِ والعزيمة وأما أن ذلك للإشعار بأنه بمحض التقديرِ الإلهي والاستدراجِ بتوسط المدبّرات فمبْناه دِلالةُ نون الفظيعة على الشركة وأنى ذلك وإلا لاحتُرز عن إيرادها في قوله تعالى وَلَا يَحْسَبَنَّ الذين كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لاِنفُسِهِمْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ الآية بل إنما إيرادُها في أمثال هذه المواردِ بطريق الجَرَيانِ على سَننِ الكبرياء {إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ} تقريرٌ للوعيد وتأكيدٌ له أي قويلا يُدافع بقوة ولا بحيلة والمرادُ به إما الإستدراجُ والإملاءُ مع نتيجتهما التي هي الآخذُ الشديدُ على غِرّة فتسميتُه كيداً لما أن ظاهرَه لطفٌ وباطنَه قهو وإما نفس ذلك ألخذ فقط فالتسميةُ لكون مقدماتِه كذلك وأما أن حقيقةَ الكيدِ هو الأخذُ على خفاء من غيرِ أنْ يُعتبر فيه إظهارُ خلافِ ما أبطنه فمما لا تعويلَ عليه مع عدم مناسبتِه للمقام ضرورةَ استدعائِه لاعتبار القيدِ المذكورِ حتماً