مع أن الكل سواءٌ في أنها من أحوالهم بالنسبة إلى الغير فلمراعاة المقابلةِ بين الأيدي والأرجل ولأن انتفاءَ المشي والبطشِ أظهرُ والتبكيتَ بذلك أقوى وأما تقديمُ الأعينِ فلما أنها أشهرُ من الآذان وأظهرُ عيناً وأثراً هذا وقد قرىء إنِ الذين تَدْعُونَ مِن دونه الله عباداً أمثالَكم على إعمال إنْ النافية عملَ ما الحجازية أي ما الذين تدعون من دونه تعالى عباداً أمثالَكم بل أدنى منكم فيكونُ قوله تعالى أَلَهُمْ الخ تقريراً لنفي المماثلةِ بإثبات القصورِ والنُقصان {قُلِ ادعوا شُرَكَاءكُمْ} بعد ما بُيّن أن شركاءَهم لَاّ يَقْدِرُونَ على شَىْء ما أصلاً أُمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يناصِبَهم للمُحاجّة ويكررَ عليهم التبكيتَ وإلقامُ الحجرِ أي ادعوا شركاءهم واستعينوا بهم عليّ {ثُمَّ كِيدُونِ} جميعاً أنتم وشركاؤكم وبالِغوا في ترتيب ما تقدرون عليه من مبادى الكيدِ والمكر {فَلَا تُنظِرُونِ} أي فلا تُمهلوني ساعةً بعد ترتيبِ مقدمات الكيدِ فإني لا أبالي بكم أصلاً