للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البقرة (٩٧)

{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ} بيان لزيادة حرصِهم على طريقة الاستئناف ويجوز أن يكون في حيز الرفعِ صفةً لمبتدإٍ محذوفٍ خبرُه الظرفُ المتقدم على أن يكون المرادُ بالمشركين اليهود لقولهم عزيز بنُ الله أي ومنهم طائفة يودُّ أحدُهم أيَّهم كان أي كلُّ واحد منهم

{لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} وهو حكاية لودادتهم كأنه قيل ليتني أُعَمَّرُ وإنما أُجريَ على الغَيبة لقوله تعالى يود كما تقول ليفعلَنّ ومحلُه النصبُ على أنَّه مفعولُ يود إجراءً له مجرى القول لأنه فعل قلبيٌّ

{وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العذاب} ما حجازيةٌ والضميرُ العائد على أحدُهم اسمُها وبمُزَحْزحِه خبرُها والباء زائدة

{أَن يُعَمَّرَ} فاعلُ مزحزحِه أي وما أحدهم بمَنْ يزحزِحُه أي يُبعده وينْجيه من العذاب تعميرُه وقيل الضَّميرُ لما دلَّ عليه يعمر من المصدر وأن يعمر بدلٌ منه وقيل هو مبهم وأن يعمّر مفسرةٌ والجملةُ حال من أحدهم والعامل يود لا يُعمَّر على أنَّها حالٌ من ضميره لفساد المعنى أو اعتراض وأصلُ سنة سَنْوَة لقولهم سنَوَات وسَنْية وقيل سَنْهة كجبهة لقولهم سانهتُه وسُنَيهة وتسنّهت النخلة إذا أتت عليها السنون

{والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} البصيرُ في كلام العرب العالم بكنه الشي الخبيرُ به ومنه قولهم فلان بصيرٌ بالفقه أي عليم بخفيات أعمالهم فهو مجازيهم بها لا محالة وقرئ بتاء الخطاب التفاتاً وفيه تشديد للوعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>