سورة يونس (٦٧ ٧٨) ظنونِهم وأعمالِهم المبنيةِ عليها وما إما نافيةٌ وشركاءَ مفعولُ يتّبع ومفعولُ يدْعون محذوفٌ لظهوره أي ما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاءَ في الحقيقة وإن سمَّوْها شركاءَ فاقتُصر على أحدهما لظهور دلالتِه على الآخر ويجوز أن يكون المذكورُ مفعولَ يدعون ويكون مفعولُ يتّبع محذوفاً لانفهامه من قولِه تعالَى
{إِن يَتَّبِعُونَ إِلَاّ الظن} أي ما يتبعون يقيناً إنما يتبعون ظنَّهم الباطلَ وإما موصولةٌ معطوفةٌ على مَنْ كأنه قيل ولله ما يتبعه الذين يدعون من دون الله شركاء أي وله شركاؤهم وتخصيصُهم بالذكر مع دخولهم فيما سبق عبارةٌ أو دلالةٌ للمبالغة في بيان بطلان اتباعِهم وفسادِ ما بنَوْه عليه من ظنهم شركاءَهم معبودين مع كونهم عبيداً له سبحانه وإما استفهاميةٌ أي وأيُّ شيءٍ يتّبعون أى لا يتبعون شيئا ما يتبعون إلا الظن والحال الباطلَ كقوله تعالى مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَاّ أسماء سميتوها الخ وقرىء تدعون بالتاء فالاستفهامُ للتبكيت والتوبيخ كأنه قيل وأي شيءٍ يتّبع الذين تدعونهم شركاءَ من الملائكة والنبيين تقريراً لكونهم متّبعين لله تعالى مطيعين له وتوبيخاً لهم على عدم اقتدائهم بهم في ذلك كقوله تعالى أولئك الذيم يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبّهِمُ الوسيلة ثم صُرف الكلامُ عن الخطاب إلى الغَيبة فقيل إنْ يتبعُ هؤلاء المشركون إلا الظنَّ ولا يتبعون ما يتبعه الملائكةُ والنبيون من الحق
{وَإِنْ هُمْ إِلَاّ يَخْرُصُونَ} يكذبون فيما ينسوبه إليه سبحانه ويحزَرون ويقدّرون أنهم شركاءُ تقديراً باطلاً