سورة يونس (٧٢ ٧٣) الرتبة وإظهارُ الأمر في موقع الإضمارِ لزيادة تقريرٍ يقتضيها مقامُ الأمرِ بالإظهار الذي يستلزمه النهيُ عن التستر والإسرار وقيل المرادُ بأمرهم ما يعتريهم من جهته صلى الله عليه وسلم من الحال الشديدةِ عليهم المكروهةِ لديهم والغُمة والغمّ كالكُربة والكرب وثم للتراخي الزماني والمعنى لا يكن حالُكم عليكم غمةً وتخلّصوا بإهلاكي من ثِقَل مقامي وتذكيري ولا يخفى أنه لا يساعده قولُه عزَّ وجلَّ
{ثُمَّ اقضوا إِلَىَّ وَلَا تُنظِرُونَ} أي أدّوا إليّ أي أحكِمُوا ذلك الأمرَ الذي تريدون بي ولا تمهلوني كقوله تعالى وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الامر أو أدوا إلي ما هو حقٌّ عليكم عندكم من إهلاكي كما يقضي الرجلُ غريمَه فإن توسيطَ ما يحصل بعد الإهلاك بين الأمر بالعزم على مباديه وبين الأمر بقضائه من قبيل الفصل بين الشجر ولِحائِه وقرىء أفضوا بالفاء أي انتهوا إليّ بشرّكم أو ابرُزوا إليّ من أفضى إذا خرج إلى الفضاء