للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سورة يونس (٨٢) (٨٣) وقعت مبتدأ والسحرُ خبرُه أي هو السحرُ لا ما سماه فرعونُ وقومه من آيات الله سبحانه أو هو من جنس السحرِ يُريهم أن حالَه بيِّن لا يُعبأ به كأنه قال ما جئتم به مما لا ينبغي أن يجاء به وقرئ آلسحر على الاسفهام فما استفهاميةٌ أي أيُّ شيء جئتم به أهو السحرُ الذي يعرِف حالَه كلُّ أحدٍ ولا يتصدى له عاقل وقرئ ما جئتم به سحرٌ وقرئ ما أتيتم به سحرٌ ودلالتُهما على المعنى الثاني في القراءة المشهورة أظهرُ

{إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ} أي سيمحقه بالكلية بما يُظهره على يدي من المعجزة فلا يبقى له أثرٌ أصلا أو سظهر بطلانُه للناس والسين للتأكيد

{إِنَّ الله لَا يُصْلِحُ عَمَلَ المفسدين} أي عملَ جنسِ المفسدين على الإطلاق فيدخل فيه السحرُ دخولاً أولياً أو عملُكم فيكون من باب وضعِ المُظْهر موضعَ المُضمَرِ للتسجيل عليهم بالإفساد والإشعارِ بعلة الحكم وليس المرادُ بعدم إصلاحِ عملِهم عدَم جعل فسادِهم صلاحا بل عدم إثابته وإتمامِه أي لا يُثبته ولا يكلمه ولا يُديمه بل يمحقه وبهلكه ويسلِّط عليه الدمارَ والجملةُ تعليلٌ لما سبق من قوله إِنَّ الله سَيُبْطِلُهُ والكلُّ اعتراضٌ تذييليٌّ وفيه دليلٌ على أنَّ السحر إفسادٌ وتمويهٌ لا حقيقةٌ له

<<  <  ج: ص:  >  >>