هود آية ٢٨ قرأه أبو عمرو بها وانتصابُه على الظرفية على حذفِ المضافِ أي وقتَ حدوثِ بادي الرأي والعاملُ فيه اتبعك وإنما استرذلوهم مع كونهم أولي الألبابِ الراجحةِ لفقرهم فإنهم لما لم يعلموا إلا ظاهرا الحياةِ الدنيا كان الأشرفُ عندهم الأكثرَ منها حظَّاً والأرذلُ مَن حُرمها ولم يفقَهوا أن ذلك لا يزن عندَ الله جناحَ بعوضةٍ وأن النعيم إنما هو نعيمُ الآخرةِ والأشرفُ من فازَ به والأرذلُ من حُرمه نعوذ بالله تعالى من ذلك
{وَمَا نرى لَكُمْ} أي لك ولمتّبعيك فغلّب المخاطَب على الغائبين
{عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ} يعنون أن اتباعَهم لك لا يدل على نبوتك ولا يُجديهم فضيلةً تَستتبع اتباعنا لكم واقتصارهم ههنا على ذكر عدمِ رؤيةِ الفضلِ بعد تصريحِهم برذالتهم فيما سبق باعتبار حالِهم السابقِ واللاحقِ ومرادُهم أنهم كانوا أراذلَ قبل اتباعهم لك ولا نرى فيهم وفيك بعد الاتباع فضيلةً علينا
{بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذبين} جميعاً لكون كلامكم واحداً ودَعْواكم واحدةً أو إياك في دعوى النبوةِ وإياهم في تصديقِك واقتصارُهم على الظنّ احترازٌ منهم عن نسبتهم إلى المجازفة ومجاراةٌ معه صلى الله عليه وسلم بطريق الإراءة على نهج الإنصاف