هود الآية (١١٣ ١١٤) المستكنّ في قوله فاستقم وحسُن من غير تأكيدٍ لمكان الفاصل القائمِ مَقامَه وفي الحقيقة هو مِن عطف الجملةِ على الجملة إذ المعنى وليستقم مَنْ تاب معك وقيلَ هو منصوبٌ على أنه مفعولٌ معه كما قاله أبو البقاء والمعنى استقم مصاحباً لمن تاب معك
{وَلَا تَطْغَوْاْ} ولا تنحرفوا عما حُدّ لكم بإفراط أو تفريط فإن كلا طرف قصدِ الأمور ذميمٌ وإنما سُمّي ذلك طغياناً وهو تجاوزُ الحدِّ تغليظاً أو تغليباً لحال سائرِ المؤمنين على حاله عليه السلام
{إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فيجازيكُم على ذلك وهو تعليلٌ للأمر والنهي وفي الآيةِ دِلالةٌ على وجوب اتباعِ المنصوص عليه من غير انحرافٍ بمجرد الرأي فإنه طغيانٌ وضلالٌ وأما العملُ بمقتضى الاجتهادِ التابعِ لعلل النصوصِ فذلك من باب الاستقامةِ كما أمر على موجب النصوصِ الآمرةِ بالاجتهاد