يوسف الآية (٧ ٨) يقتضي سابقةَ النعمة المستدعيةِ للاجتباء لا محالة
{إِنَّ رَبَّكَ} استئنافٌ لتحقيق مضمونِ الجُمل المذكورةِ أي يفعل ما ذكر لأنه
{عَلِيمٌ} بكل شيءٍ فيعلم من يستحق الاجتباءَ وما يتفرَّع عليه من التعليم المذكورِ وإتمامِ النعمةِ العامة على الوجه المذكور
{حَكِيمٌ} فاعلٌ لكل شيءٍ حسبما تقتضيه الحكمةُ والمصلحة فيفعل ما يفعل كما يفعل جرياً على سنن علمِه وحكمتِه والتَّعرضُ لعُنوانِ الرُّبوبيَّةِ في الموضعين لتربية تحققِ وقوعِ ما ذُكر من الأفاعيلِ هذا وقد قيل في تفسير الآية الكريمةِ أي وكما اجتباك لمثل هذه الرؤيا الدالةِ على شرف وعزَ وكمالِ نفس يجتبيك ربُّك للنبوة والمُلك أو لأمور عِظامٍ ويُتمُّ نعمتَه عليك بالنبوة أو بأن يصل نعمة الدينا بنعمة الآخرة حيث جعلهم في الدنيا أنبياءَ وملوكاً ونقلهم عنها إلى الدرجات العلا في الجنة كما أتمها على أبويك بالرسالة فتأمل والله الهادي