الرعد ١٩ ٢٠ وعليه يدور حصولُ المرام وإنما الواقعُ في تلك المقابلة سوءُ الحساب في قوله تعالى {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوء الحساب} وحيث كان اسمُ الإشارة الواقعُ مبتدأً في هذه الجملة عبارةً عن الموصول الواقعِ مبتدأً في الجملة السابقة كان خبرُها أعني الجملةَ الظرفية خبراً عن الموصول في الحقيقة ومبيِّناً لإبهام مضمونِ الشرطيةِ الواقعةِ خبراً عنه أولاً ولذلك تُرك العطفُ فصار كأنه قيل والذين لم يستجيبوا له لهم سوءُ الحساب وذلك في قوَّةِ أنْ يقالَ وللذين لم يستجيبوا له سوءُ الحساب مع زيادة تأكيدٍ فتم حسنُ المقابلة على أبلغِ وجهٍ وآكدِه ثم بيِّن مؤدى ذلك فقيل {وَمَأْوَاهُمُ} أي مرجعهم {جَهَنَّمَ} وفيه نوعُ تأكيد لتفسير الحسنى بالجنة {وَبِئْسَ المهاد} أي المستقرُّ والمخصوصُ بالذم محذوفٌ وقيل اللامُ في قولِه تعالَى لِلَّذِينَ استجابوا لِرَبّهِمُ متعلقةٌ بقوله يَضْرِبُ الله الامثال أي الأمثالَ السالفةَ وقوله الحسنى صفةٌ للمصدر أي استجابوا الاستجابةَ الحسنى وقوله والذين لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ معطوفٌ على الموصول الأولِ وقوله لو أن لهم إلخ كلامٌ مستأنفٌ مسوقٌ لبيان ما أُعدّ لغير المستجيبين من العذاب والمعنى كذلك يضرب الله الأمثالَ للمؤمنين المستجيبين والكافرين المعاندين أي هما مثلاً الفريقين وأنت خبير بأن عنوانَ الاستجابة وعدمَها لا مناسبةَ بينه وبين ما يدور عليه أمرُ التمثيل وأن الاستعمالَ المستفيضَ دخولُ اللامِ على من يُقصد تذكيره بالمثَل نعم قد يُستعمل في هذا المعنى أيضاً كَما في قولِه سبحانه ضَرَبَ الله مَثَلاً لّلَّذِينَ آمنوا إمرأة فرعون ونظائرِه على أن بعضَ الأمثالِ المضروبة لا سيما المثلُ الأخيرُ الموصول بالكلام ليس مثلَ الفريقين بل مثلٌ للحق والباطل ولا مساغ لجعل الفريقين مضروباً لهم أيضاً بأن يُجعل في حكم أن يقال كذلك يضرب الله الأمثال للناس إذ لا وجه حينئذ لتنويعهم إلى المستجيبين وغيرِ المستجيبين فتأمل