للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البقرة (١٤٥)

مسجد بني سَلَمة وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحوَّل في الصلاة واستقبل الميزاب وحوّل الرجالَ مكانَ النساء والنساءَ مكانَ الرجال فسُمِّيَ المسجدُ مسجد القبلتين

{وحيث ما كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} خص الرسول صلى الله عليه وسلم بالخطاب تعظيما لجنابه وإيذان بإسعاف مرامِه ثم عُمّم الخطابُ للمؤمنين مع التعرُّض لاختلاف أماكنِهم تأكيداً للحُكم وتصريحاً بعُمومه لكافة العباد من كل حاضر باد وحثاً للأمة على المتابعة وحيثما شرطية وكنتم في محل الجزم بها وقوله تعالى فَوَلُّواْ جوابُها وتكون هي منصوبةً على الظرفية بكنتم نحوُ قوله تعالى أياما تَدْعُواْ فَلَهُ الأسماء الحسنى

{وَإِنَّ الذين أُوتُواْ الكتاب} من فريقي اليهود والنصارى

{لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ} أي التحويل أو التوجهَ المفهومَ من التولية

{الحق} لاغير لعلمهم بأن عادتَه سبحانه وتعالى جاريةٌ على تخصيص كلِّ شريعةٍ بقِبلة ومعاينتِهم لما هو مسطورٌ في كتبهم من أنه عليه الصلاةُ والسلام يصلِّي إلى القِبلتين كما يُشعر بذلك التعبيرُ عنهم بالاسم الموصول بإيتاء الكتاب وأن مع اسمها وخبرِها سادٌ مسدَّ مفعولي يعلمون أو مسدَّ مفعولِه الواحد على أن العلم بمعنى المعرفة وقولُه تعالى

{مّن رَّبّهِمُ} متعلقٌ بمحذوفٍ وقعَ حالاً من الحق أي كائنا من ربهم أوصفة له على رأي من يجوِّز حذفَ الموصول مع بعض صلتِه أي الكائنَ من ربهم

{وَمَا الله بغافل عما تعملون} وعد ووعيد للفريقين والخطابُ للكل تغليبا وقرئ على صيغة الغيبة فهو وعيدٌ لأهل الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>