المشرّفة كالصّدّيق وأصلُه بالعبرية مشيحاً ومعناه المبارَك وعيسى معرّبٌ من إيشوع والتصدّي لاشتقاقهما من المسْح والعَيْس وتعليلُه بأنَّه عليهِ الصَّلاةُ والسلام مُسِحَ بالبركة أو بما يطهِّره من الذنوب أو مسَحَه جبريلُ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ أو مسَح الأرضَ ولم يُقِمْ في موضع أو كان عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يمسَح ذا العاهةِ فيبرَأُ وبأنه كان في لونه عيس أي بياض يغلوه حُمرةٌ من قبيل الرَّقْم على الماء وإنما قيل ابنُ مريم مع كون الخطابِ لها تنبيهاً على أنه يُولدُ من غير أبٍ فلا يُنسب إلا إلى أمه وبذلك فُضّلت على نساء العالمين
{وَجِيهًا فِي الدنيا والاخرة} الوجيهُ ذو الجاه وهو القوةُ والمنَعةُ والشرَفُ وهو حالٌ مقدرةٌ من كَلِمَةَ فإنها وإن كانت نكرةً لكنها صالحة لأن ينتصِبَ بها الحال وتذكيرُها باعتبار المعنى والوجاهةُ في الدنيا النبوةُ والتقدمُ على الناس وفي الآخرة الشفاعةُ وعلوُّ الدرجة في الجنة
{وَمِنَ المقربين} أي من الله عز وجل وقيلَ هُو إشارةٌ إلى رفعه إلى السماء وصُحبةِ الملائكة وهو عطفٌ على الحال الأولى وقد عُطف عليه قولُه تعالى