دبّرتم ذلك وقلتم لأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو بلا تؤمنوا أي ولا تظهِروا إيمانَكم بأن يؤتى أحدٌ مثلَ ما أوتيتم إلا لأشياعكم ولا تُفْشوه إلى المسلمين لئلا يزيدَ ثباتُهم ولا إلى المشركين لئلا يدعوهم إلى الإسلام وقولُه تعالى قُلْ إِنَّ الهدى هُدَى الله اعتراضٌ مفيدٌ لكون كيدِهم غيرَ مُجدٍ لطائل أو خبرُ إنَّ على إن هُدى الله بدل من الهدى وقرئ أأن يؤتى على الاستفهام التقريعي وهو مؤيدٌ للوجه الأولِ أي ألأن يُؤتى أحدٌ الخ دبرتم وقرئ أن على أنها نافيةٌ فيكونُ من كلام الطائفةِ أي ولا تؤمنوا إلا لمن تبِعَ دينَكم وقولوا لهم ما يؤتى أحدٌ مثل ما أوتيتم
{أو يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبّكُمْ} عطفٌ على أَن يؤتى على الوجهين الأولين وعلى الثالث معناه حتى يحاجوكم عند ربِّكم فيدحَضوا حُجتَكم والواوُ ضميرُ أَحَدٌ لأنَّه في معنى الجمعِ إذ المرادُ به غيرُ أتباعِهم
{قُلْ إِنَّ الفضل بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء والله واسع عَلِيمٌ} ردٌّ لهم وإبطالٌ لما زعموه بالحجة الباهرةِ