الحاجَّ وقيلَ كان يلتُّ السويقَ بالطائفِ ويطعمُه الحاجَّ فلمَّا ماتَ عكفُوا على قبرِه يعبدونَهُ وقيلَ كانَ يجلسُ على حجرٍ فلما ماتَ سُمِّيَ الحجرُ باسمِه وعُبدَ منْ دونِ الله وقيلَ كانَ الحجرُ على صورتِه والعُزَّى تأنيثُ الأعزِّ كانت لغطفان رهى سَمُرةً كانُوا يعبدونَها فبعثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدَ بنَ الوليدِ فقطعَها فخرجتْ منَها شيطانةٌ ناشرةً شعرَها واضعةً يدَها على رأسِها وهي تُولْوِلُ فجعلَ خالدٌ يضربُها بالسيفِ حتى قتلَها فأخبرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ تلكَ العُزَّى ولنْ تعبد أباد ومناةُ صخرةٌ لهُذَيلٍ وخُزاعةَ وقيلَ لثقيفٍ وكأنَّها سميتْ مناةَ لأنَّ دماءَ النسائِكَ تُمْنَى عندَها أي تُراقُ وقُرىءَ ومناءة وهي مفعلة من النواء كأنَّهم كانُوا يستمطرونَ عندَها الأنواء تبركا بها والأخرى صفةُ ذمَ لهَا وهي المتأخرةُ الوضيعةُ المقدارِ وقدْ جوزأن تكونَ الأوليةَ والتقدمَ عندهم للاتِ والعُزَّى ثمَّ أنَّهم كانُوا معَ ما ذُكِرَ من عبادتِهم لها يقولونَ إنَّ الملائكةَ وتلكَ الأصنامَ بناتُ الله تعالَى الله عن ذلكَ عُلواً كبيراً فقيل لهم توبيخا وتبكيتاأفرأيتم الخ والهمزةُ للإنكارِ والفاءُ لتوجيهه إلى ترتيب الرؤيةِ على ما ذكر من شؤن الله تعالى المنافيةِ لها غايةَ المُنافاةِ وهي قلبيةٌ ومفعولُها الثَّانِي محذوفٌ لدلالةِ الحال عليه فالمعنى عقيب ما سمعتُم من آثارِ كمالِ عظمةِ الله عزَّ وجلَّ في مُلكِه وملكوتِه وجلالِه وجبروتِه وإِحكامِ قدرتِه ونفاذِ أمرِه في الملأ الأَعْلى وما تحتَ الثَّرى ومابينهما رأيتُم هذهِ الأصنامَ مع غايةِ حقارتِها وقماءتِها بناتٍ له تعالَى وقيلَ المعَنْى أفراءيتم هذه الأصنام مع حقراتها وذلَّتِها شركاءَ الله تعالَى معَ ما تقدمَ من عظمته وقيل أخبرون عن آلهتِكم هلْ لهَا شئ من القدرة والعظمة الت وُصفَ بها ربُّ العزةِ في الآي السابقةِ وقيلَ المَعْنى أظننتُم أنَّ هذه الأصنامَ التي تعبدونها تنفعُكم وقيل أظننتُم أنَّها تشفعُ لكُم في الآخرةِ وقيل أفرأيتُم إلى هذهِ الأصنامِ إنْ عبدتُموها لا تنفعْكُم وإنْ تركتُموَها لا تضرَّكم والأولُ هو الحقُّ كما يشهدُ به قولُه تعالَى