يومِ القيامةِ وقالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ إِنّى لأعلمُ أخذَ الناسُ بها لكفتْهُم ومن يتقِ الله فما زال يقرؤها ويعيدُهَا ورُوِيَ أن عوف بن الأشجعيَّ أسرَ المشركونَ ابنَهُ سالماً فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال أسرَ ابنِي وشكَا إليهِ الفاقةَ فقالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ اتقِ الله وأكثِرْ قولَ لا حولَ ولا قوَّةَ إلَاّ بالله العليِّ العظيمِ ففعلَ فبينَا في بيتِهِ إذ قرعَ ابنُهُ البابَ ومعهُ مائةٌ من الإبلِ غفلَ عنها العدو فاستقها فنزلتْ {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ} أيْ كافيهِ في جميعِ أمورِهِ {إِنَّ الله بالغ أَمْرِهِ} بالإضافةِ أي منفذُ أمرِهِ وقُرِىءَ بتنوينِ بالغُ ونصبِ أمره أى يريدُهُ لا يفوتُهُ مرادٌ ولا يعجزه مطلوب وقرئ برفعِ أمرِهِ على أنَّه مبتدأٌ وبالغٌ خبرٌ مقدّمٌ والجملةُ خبرُ إنَّ أو بالغٌ خبر إنَّ وأمرُهُ مرتفعٌ به على الفاعليةِ أي نافذ أمرُهُ وقُرِىءَ بالغاً أمرَهُ على أنَّه حال وخبرإن قولُهُ تعالَى {قَدْ جَعَلَ الله لِكُلّ شَىْء قَدْراً} أى تقدير وتوقيتا أو مقدار وهُو بيانٌ لوجوبِ التوكلِ عليهِ تعالَى وتفويضِ الأمرِ إليهِ لأنَّه إذا علمَ أنَّ كلَّ شيءٍ من الرزقِ وغيرِه لا يكونُ إلا بتقديرِه تعالَى لا يبقى إلا التسليمُ للقدرِ والتوكلُ على الله تعالى