الأديب النحوي العلامة الفارسي المعروف بالعلاف، من أهل شيراز، كان إماماً فاضلاً وشاعراً بارعاً، ورد خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، سمع حماد بن مدرك، وإبراهيم بن حميد، وأحمد بن الأغر، ومحمد بن جعفر التمار، وأبا عبد الله محمد بن أحمد الفارسي، وطبقتهم. سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في "التاريخ لنيسابور" فقال: العلامة أبو بكر الفارسي المعروف بالعلاف، كان من أفراد الزمان في عصره في أنواع العلوم، ورد نيسابور في جملة الفقهاء الذين خرجوا إلى بخارى للمصاهرة بين الأمير السديد وعضد الدولة، وذلك في سنة ستين وثلاثمائة، وكان أبو بكر الأديب قد قارب السبعين وما وخطه الشيب، حتى إني لما رأيته توهمته شاباً، فكنت أقول: من هو أبو بكر العلاف؟ فأشاروا إلي إليه؛ وله في ذلك أشعار، وتوفي بشيراز في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق التميمي العلاف، من أهل بغداد، سكن مصر، وانتشر حديثه بها، وحدث بحلب ومصر عن أحمد بن عُبَيْد الله النرسي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبي العباس الكديمي، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين، الختلي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن شاذان الجوهري، وعلي بن الحسن بن بيان الباقلاني "وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه عبد الغني بن سعيد، وأبو محمد بن النحاس المصريان، قال أبو عبد الله محمد بن عليّ الصوري: قدم محمد بن عيسى العلاف البغدادي مصر"