للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* المكان الرابع: قيل لوهب: "أليس لا إله إلا الله: مفتاحَ الجنة؟ "، قال: بلى، ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان؛ فإن جئت بمفتاح له أسنان، فتح لك، وإلا، لم يفتح لك.

ووقع في تعليقي على هذا المحل: يحتمل أن يكون هذا من قبيل المشاكلة، وإطباق الجواب على السؤال؛ حيث عبر عن الأعمال المنجية بالأسنان؛ كما عبر عن كلمة التوحيد بالمفتاح (١).

قال المقلد لخطباء الهند: هذا (٢) صنعة المشاكلة بمراحل؛ فإن حَدَّها -وهو: ذكر الشيء بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته تحقيقًا، أو تقديرًا- لا يصدق عليه.

وأقول: الضمير في "صحبته" عائد إلى "غير" من قولهم: "بلفظ غيره"، فلا بد حينئذ من تحقق مصاحبة ذلك الشيء لغيره الذي عبر بلفظه عن ذلك الشيء، واعتبار ذلك يقتضي كون هذا الحد مدخولًا؛ فإن المشاكلة قد تكون تعبيرًا عن الشيء بلفظ غيره لا لوقوعه في صحبة ذلك الغير، بل في صحبة شيء آخر؛ كما يحكى أنه شهد رجل عند شريح، فقال: إنك لسبط (٣) الشهادة، فقال الرجل: إنها لم تُجَعَّدْ عني، فقال شريح: لله بلادك! وقبل شهادته. فهذا؛ كما صرح العلامة جار الله في "الكشاف" بأنه من المشاكلة.

قال مولانا سعد الدين التفتازاني في "حاشيته على الكشاف": وهذا


(١) انظر: "مصابيح الجامع" (٣/ ٢٠٢).
(٢) جاء في الهامش: "لعل هنا سقط تقديره: بعيد عن".
(٣) في الأصل: "مسقط"، والصواب ما أثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>