للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجراح أربعة عشر جرحا كلها قد خلصت إلى مقتل وقتل عدو الله مسيلمة. قال ابن عمر: فوقعت على أبي عقيل وهو صريع بآخر رمق فقلت: أبا عقيل. فقال: لبيك.

بلسان ملتاث. لمن الدبرة؟ قال: قلت أبشر. ورفعت صوتي. قد قتل عدو الله. فرفع إصبعه إلى السماء يحمد الله. ومات يرحمه الله ما زال يسأل الشهادة ويطلبها وإن كان ما علمت من خيار أصحاب نبينا -صلى الله عليه وسلم- وقديم إسلام. اثنان.

[ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف]

[١٣٧ - عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن البرك]

وهو امرؤ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. وأمه من بني عبد الله بن غطفان. وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر.

وشهد عبد الله بدرا وأحدا. واستعمله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد على الرماة وهم خمسون رجلا وأمرهم فوقفوا على عينين. وهو جبل بقناة. وأوعز إليهم فقال: قوموا على مصافكم هذا فاحموا ظهورنا فإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا وإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا. فلما انهزم المشركون وتبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا وينهبون عسكرهم ويأخذون الغنائم فقال بعض الرماة لبعض: ما تقيمون هاهنا في غير شيء فقد هزم الله العدو فاغنموا مع إخوانكم. وقال بعضهم: ألم تعلموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لكم احموا ظهورنا؟ فلا تبرحوا مكانكم. فقال الآخرون: لم يرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا وقد أذل الله العدو وهزمهم. فخطبهم أميرهم عبد الله بن جبير. وكان يومئذ معلما بثياب بيض. فحمد الله وأثنى عليه بما هو اهله ثم أمر بطاعة الله وطاعة رسوله وأن لا يخالف لرسول الله أمر. فعصوا وانطلقوا فلم يبق من الرماة مع عبد الله بن جبير إلا نفير ما يبلغون العشرة فيهم الحارث بن أنس بن رافع. ونظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة اهله فكر بالخيل فتبعه عكرمة بن أبي جهل فانطلقا إلى موضع الرماة فحملوا على من بقي منهم فرماهم القوم حتى أصيبوا. ورمى عبد الله بن جبير حتى فنيت نبله. ثم طاعن بالرمح حتى انكسر. ثم كسر جفن سيفه فقاتلهم حتى قتل. فلما وقع جردوه ومثلوا به أقبح المثل. وكانت الرماح قد شرعت


١٣٧ المغازي (١٣١)، (١٩٠)، (٢١٩)، (٢٢٠)، (٢٢٩)، (٢٣٠)، (٢٣٢)، (٢٣٤)، (٣٠١)، (٣٢٣)، وابن هشام (١/ ٦٥، ١١٣، ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>