قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن مسلم بن يسار قال: إياكم والمراء فإنه ساعة جهل العالم وبه يبتغي الشيطان زلته. قال محمد: هذا الجدال هذا الجدال.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن حبيب. يعني ابن الشهيد. عن بعض أصحابه أن مسلم بن يسار مر بمسجد فأذن المؤذن فرجع. فقال له المؤذن: ما ردك؟ قال: أنت رددتني.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا عون بن موسى قال: حدثنا عبد الله بن مسلم بن يسار قال: كان لأبي غلام لا يصلي وكان لا يضربه يقول: ما أدري ما أصنع به. قد غلبني.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: ذكر أيوب القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: لا أعلم أحدا منهم قتل إلا قد رغب له عن مصرعه ولا نجا فلم يقتل إلا قد ندم على ما كان منه.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة أن مسلم بن يسار صحبه إلى مكة. قال: فقال لي وذكر الفتنة:
إني أحمد الله إليك إني لم أرم فيها بسهم ولم أطعن فيها برمح ولم أضرب فيها بسيف. قال: قلت له: يا أبا عبد الله فكيف بمن رآك واقفا في الصف؟ فقال هذا مسلم بن يسار. الله ما وقفت هذا الموقف إلا وهو على الحق. فتقدم فقاتل حتى قتل. قال: فبكى وبكى حتى تمنيت أني لم أكن قلت له شيئا. قالوا: وكان مسلم ثقة فاضلا عابدا ورعا أرفع عندهم من الحسن. حتى خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فوضعه ذلك عند الناس وارتفع الحسن عنه. قالوا: وتوفي مسلم بن يسار في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة أو إحدى ومائة.