للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان الحسن إذا رأى جنازة يقول: الحمد لله الذي لم يجعلني السواد المختطف.

قال: ولا يحدث يومئذ شيئا.

قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: توفي الحسن سنة عشر ومائة. قال إسماعيل بن عليه في رجب. وبينه وبين محمد بن سيرين مائة يوم تقدمه الحسن. قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد قال: مات الحسن ليلة الجمعة. قال: وغسله أيوب وحميد الطويل وأخرج به حين انصرف الناس. قال:

وذهب بي أبي معه. وقال معاذ بن معاذ: وكان الحسن أكبر من محمد بعشر سنين.

٣٠٥٦ - سعيد بن أبي الحسن.

وكان أصغر من الحسن وقد روى وروي عنه.

قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن ويحيى بن خليف بن عقبة قالا: حدثنا أبو خلدة قال: رأيت سعيد بن أبي الحسن يصفر لحيته.

قال: أخبرنا الفضل بن عنبسة وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد عن يونس بن عبيد قال: لما مات سعيد بن أبي الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا وأمسك عن الكلام حتى عرف ذلك في مجلسه وحديثه. قال: فكلم في ذلك فقال:

الحمد لله الذي لم يجعل الحزن عارا على يعقوب. ثم قال: بئست الدار المفرقة!.

أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: دخلنا على الحسن حين نعي له أخوه وهو يبكي فدخل عليه بكر بن عبد الله فعزاه وقال: يا أبا سعيد إنك تعلم الناس وإنهم يرونك تبكي فيذهبون بهذا إلى عشائرهم فيقولون: رأينا الحسن يبكي عند المصيبة. فيحتجون به على الناس. فحمد الله وأثنى عليه وقد خنقته العبرة. فقال: الحمد لله إن الله جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين فيرحم بها بعضهم بعضا. فتدمع العين ويحزن القلب وليس ذلك بجزع إنما الجزع ما كان من اللسان أو اليد. قال: ثم قال: إن الله لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبا إذ قال:

«وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ» يوسف: ٨٤. ورحم الله سعيد بن أبي الحسن. دعا له بدعاء كثير. ثم قال: ما علمت في الأرض من شدة كانت تنزل بي إلا كان يود أنه كان وقى ذلك بنفسه.


٣٠٥٦ التقريب (١/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>