من قولهم حتى جلس في البيت. فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام. فعرض عليه السورة. فقال جبريل: جئتك بهاتين الكلمتين. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:، قلت على الله ما لم يقل،. فأوحى الله إليه:«وَ إِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَ إِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا» الإسراء: ٧٣. إلى قوله:«ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً» الإسراء: ٩٦.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: فشت تلك السجدة في الناس حتى بلغت أرض الحبشة. فبلغ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أهل مكة قد سجدوا وأسلموا حتى إن الوليد بن المغيرة وأبا أحيحة قد سجدا خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال القوم: فمن بقي بمكة إذا أسلم هؤلاء؟ وقالوا: عشائرنا أحب إلينا. فخرجوا راجعين حتى إذا كانوا دون مكة بساعة من نهار لقوا ركبا من كنانة فسألوهم عن قريش وعن حالهم. فقال الركب: ذكر محمد آلهتهم بخير فتابعه الملأ. ثم ارتد عنها فعاد لشتم آلهتهم وعادوا له بالشر. فتركناهم على ذلك. فأتمر القوم في الرجوع إلى أرض الحبشة ثم قالوا: قد بلغنا ندخل فنظر ما فيه قريش ويحدث عهدا من أراد بأهله ثم يرجع.
أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن أبي بكر ابن عبد الرحمن قال: دخلوا مكة ولم يدخل أحد منهم إلا بجوار. إلا ابن مسعود فإنه مكث يسيرا ثم رجع إلى أرض الحبشة.
قال محمد بن عمر: فكانوا خرجوا في رجب سنة خمس فأقاموا شعبان وشهر رمضان وكانت السجدة في شهر رمضان وقدموا في شوال سنة خمس.
[ذكر الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة]
أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدثني سيف بن سليمان عن ابن أبي نجيح قال: وحدثني عتبة بن جبيرة الأشهلي عن يعقوب بن عمر بن قتادة قال:
سمعت شيخا من بني مخزوم يحدث أنه سمع أم سلمة قال: وحدثنا عبد الله بن محمد الجمحي عن أبيه عن عبد الرحمن بن سابط قالوا: لما قدم أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
مكة من الهجرة الأولى اشتد عليهم قومهم وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى