للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهم يريدون الشام فقال: لا بل ائتوا البصرة فإن لي بها صنائع وهي أرض الأموال وبها عدد الرجال. والله لو شئت ما خرجت منها حتى أضرب بعض الناس ببعض. فقال له طلحة: هلا فعلت. أشفقت على مناكب تميم. ثم أجمع رأيهم على المسير إلى البصرة. ثم أقبل بهم فلما كان من أمر الجمل ما كان وهزم الناس جاء عبد الله بن عامر إلى الزبير فأخذ بيده فقال: أبا عبد الله أنشدك الله في أمة محمد. فلا أمة محمد بعد اليوم أبدا. فقال الزبير: خل بين الغارين يضطربان فإن مع الخوف الشديد المطامع.

فلحق ابن عامر بالشام حتى نزل دمشق. وقد قتل ابنه عبد الرحمن يوم الجمل وبه كان يكنى. فقال حارثة بن بدر أبو العنبس الغداني في خروج ابن عامر إلى دمشق:

أتاني من الأنباء أن ابن عامر … أناخ وألقى في دمشق المراسيا

يطيف بحمامي دمشق وقصره … بعيشك إن لم يأتك القوم راضيا

رأى يوم إنقاء الفراض وقيعة … وكان إليها قبل ذلك داعيا

كان الشريجيات فوق رؤوسهم … بوارق غيث راح أو طف دانيا

فند نديدا لم ير الناس مثله … وكان عراقيا فأصبح شاميا

ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث علي إليهما عثمان بن حنيف الأنصاري فلم يزل بها حتى قدم عليه طلحة والزبير وعائشة. ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولي بسر بن أبي أرطاة البصرة ثم عزله فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم فإن لم تولني البصرة ذهبت. فولاه البصرة ثلاث سنين. ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن. بمن نفاخر وبمن نباهي!

٦١٩ - عبيد الله بن عدي الأكبر ابن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي.

وأمه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.

فولد عبيد الله بن عدي المختار وأمه أم ولد. وحميدة بنت عبيد الله وأمها ميمونة بنت سفيان بن فهم. وابنة لعبيد الله أخرى أمها من فهم. وقد روى عبيد الله بن عدي عن عمر وعثمان. وله دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب. ومات عبيد الله بن عدي بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. وكان ثقة قليل الحديث.


٦١٩ الجرح والتعديل (٥/ ٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>