قيل: فسائر الناس؟ قال: كن يحجبن منهم حتى إنهن ليكلمنهم من وراء حجاب وإنما كان سترا واحدا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني معمر ومحمد عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة أنها كانت عند النبي -صلى الله عليه وسلم- هي وميمونة. قالت: فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعد أن أمر بالحجاب. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:، احتجبا منه،.
قلنا: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصر ولا يعرفنا؟ قال:، أفعمياوان أنتما. ألستما تبصرانه؟،.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الله بن جعفر قال: سمعت صالح بن كيسان يقول: نزل حجاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نسائه في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة.
[ذكر ما كان قبل الحجاب]
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا أبو جعفر الرازي وهشيم عن حسين عن أبي مالك قال: كان نساء نبي الله -صلى الله عليه وسلم- يخرجن بالليل لحاجتهن وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين. فشكوا ذلك. فقيل ذلك للمنافقين فقالوا: إنما نفعله بالإماء.
أخبرنا محمد بن عمر عن سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن في قوله:
«يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَ بَناتِكَ وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» الأحزاب: ٥٩. قال: إماءكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين. فكانت الحرة تخرج فتحسب أنها أمة فتؤذى.
فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن.
أخبرنا محمد بن عمر عن ابن أبي سبرة عن أبي صخر عن ابن كعب القرظي قال: كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن. فإذا قيل له قال: كنت أحسبها أمة. فأمرهن الله أن يخالفن زي الإماء ويدنين عليهن من جلابيبهن. تخمر وجهها إلا إحدى عينيها. يقول:«ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ» الأحزاب: ٥٩.