قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف عن أبي إسماعيل الهمداني وغيره من مجالد عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة بن غزوان فقد وليتك عمله واعلم أنك تقدم على رجل من المهاجرين الأولين الذين سبقت لهم من الله الحسنى لم أعزله إلا يكون عفيفا صليبا شديد البأس ولكني ظننت أنك أغنى عن المسلمين في تلك الناحية منه فاعرف له حقه. وقد وليت قبلك رجلا فمات قبل أن يصل. فإن يرد الله أن تلي وليت وإن يرد الله أن يلي عتبة فالخلق والأمر لله رب العالمين. واعلم أن أمر الله محفوظ بحفظه الذي أنزله فانظر الذي خلقت له فاكدح له ودع ما سواه فإن الدنيا أمد والآخرة أبد. فلا يشغلنك شيء مدبر خيره عن شيء باق شره. وأهرب إلى الله من سخطه فإن الله يجمع لمن شاء الفضيلة في حكمه وعلمه. نسأل الله لنا ولك العون على طاعته والنجاة من عذابه.
قال: فخرج العلاء بن الحضرمي من البحرين في رهط منهم أبو هريرة وأبو بكرة. وكان يقال لأبي بكرة حين قدم البصرة البحراني. وولد له بالبحرين عبد الله بن أبي بكرة.
قال: فلما كانوا بلياس قريبا من الصعاب والصعاب من أرض بني تميم مات العلاء بن الحضرمي فرجع أبو هريرة إلى البحرين وقدم أبو بكرة إلى البصرة فكان أبو هريرة يقول: رأيت من العلاء بن الحضرمي ثلاثة أشياء لا أزال أحبه أبدا. رأيته قطع البحر على فرسه يوم دارين وقدم من المدينة يريد البحرين. فلما كان بالدهناء نفد ماؤهم فدعا الله فنبع لهم من تحت رملة فارتووا وارتحلوا. وأنسى رجل منهم بعض متاعه فرجع فأخذه ولم يجد الماء. وخرجت معه من البحرين إلى صف البصرة فلما كنا بلياس مات ونحن على غير ماء فأبدى الله لنا سحابة فمطرنا فغسلناه وحفرنا له بسيوفنا ولم نلحد له ودفناه ومضينا. فقال رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: دفناه ولم نلحد له فرجعنا لنلحد له فلم نجد موضع قبره. وقدم أبو بكرة البصرة بوفاة العلاء بن الحضرمي.
[٥٦١ - شريح الحضرمي]
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال: حدثني عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن السائب بن يزيد أن شريحا الحضرمي ذكر عند