للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحرب فأذن لي أن أسير معك. فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يخرج معه أحد لم يشهد القتال غيره. ودعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلوائه وهو معقود لم يحل فدفعه إلى علي بن أبي طالب. ويقال إلى أبي بكر الصديق. رضي الله عنهما. وخرج وهو مجروح في وجهه ومشجوج في جبهته ورباعيته قد شظيت وشفته السفلى قد كلمت في باطنها.

وهو متوهن منكبه الأيمن من ضربة ابن قميئة وركبتاه مجحوشتان. وحشد أهل العوالي ونزلوا حيث أتاهم الصريخ وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرسه وخرج الناس معه فبعث ثلاثة نفر من أسلم طليعة في آثار القوم. فلحق اثنان منهم القوم بحمراء الأسد. وهي من المدينة على عشرة أميال طريق العقيق متياسرة عن ذي الحليفة إذا أخذتها في الوادي. وللقوم زجل وهم يأتمرون بالرجوع وصفوان بن أمية ينهاهم عن ذلك.

فبصروا بالرجلين فعطفوا عليهما فعلوهما ومضوا ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأصحابه حتى عسكروا بحمراء الأسد. فدفن الرجلين في قبر واحد. وهما القرينان. وكان المسلمون يوقدون. تلك الليالي. خمسمائة نار حتى ترى من المكان البعيد. وذهب صوت معسكرهم ونيرانهم في كل وجه. فكبت الله. تبارك وتعالى. بذلك عدوهم.

فانصرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة فدخلها يوم الجمعة وقد غاب خمس ليال.

وكان استخلف على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم.

سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي (١)

ثم سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي قطن. وهو جبل بناحية فيد به ماء لبني أسد بن خزيمة. في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك أنه بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن طليحة وسلمة ابني خويلد قد سارا في قومهما ومن أطاعهما يدعوانهم إلى حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا سلمة وعقد له لواء وبعث معه مائة وخمسين رجلا من المهاجرين والأنصار قال: سر حتى تنزل أرض بني أسد فأغر عليهم قبل أن تلاقى عليك جموعهم. فخرج فأغذ السير ونكب عن سنن الطريق وسبق الأخبار وانتهى إلى أدنى قطن. فأغار على سرح لهم فضموه وأخذوا رعاء لهم مماليك ثلاثة. وأفلت سائرهم فجاؤوا جمعهم فحذروهم فتفرقوا في كل ناحية. ففرق أبو سلمة أصحابه ثلاث فرق


(١) مغازي الواقدي (٣٤٠ - ٣٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>