سأل الناس الرسول عن حال الناس. فقال القادم: يا معشر المسلمين عم تسألون؟
تركت والله الناس يهتالون الذهب والفضة. فنشط الناس. وأقبل عمر يرسل الرجال إليه المائة والخمسين ونحو ذلك مددا لعتبة إلى البصرة. وكان سعد يكتب إلى عتبة وهو عامله. فوجد من ذلك عتبة فاستأذن عمر أن يقدم عليه فأذن له واستخلف على البصرة المغيرة بن شعبة فقدم عتبة على عمر فشكا إليه تسلط سعد عليه فسكت عنه عمر فأعاد ذلك عتبة مرارا. فلما أكثر على عمر قال: وما عليك يا عتبة أن تقر بالإمرة لرجل من قريش له صحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشرف. فقال له عتبة: ألست من قريش؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حليف القوم منهم. ولي صحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قديمة لا تنكر ولا تدفع. فقال عمر: لا ينكر ذلك من فضلك. قال عتبة: أما إذا صار الأمر إلى هذا فو الله لا أرجع إليها أبدا! فأبى عمر إلا أن يرده إليها فرده فمات بالطريق. وكان عمله على البصرة ستة أشهر. أصابه بطن فمات بمعدن بني سليم فقدم سويد غلامه بمتاعه وتركته على عمر بن الخطاب وذلك في سنة سبع عشرة.
وكان عتبة بن غزوان يوم مات ابن سبع وخمسين سنة.
٢٨٢٦ - بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى.
ويكنى بريدة أبا عبد الله.
وأسلم حين مر به النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الهجرة وأقام في بلاد قومه فلم يشهد بدرا.
ثم هاجر إلى المدينة فلم يزل بها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغزا معه مغازيه بعد ذلك حتى قبض النبي -صلى الله عليه وسلم- وفتحت البصرة ومصرت فتحول إليها واختط بها وبنى بها دارا ثم خرج منها غازيا إلى خراسان في خلافة عثمان بن عفان فلم يزل بها حتى مات بمرو في خلافة يزيد بن معاوية وبقي ولده بها وقدم من ولده قوم فنزلوا بغداد فماتوا بها.
قال: أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا محمد بن