ابن عمر في جنازة أبي هريرة وهو يمشي أمامها ويكثر الترحم عليه ويقول: كان ممن يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المسلمين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان قال: لما مات أبو هريرة كان ولد عثمان يحملون سريره حتى بلغوا البقيع حفظا بما كان من رأيه في عثمان.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني ثابت بن قيس عن ثابت بن مسحل قال: كتب الوليد بن عتبة إلى معاوية يخبره بموت أبي هريرة فكتب إليه: انظر من ترك فادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم وأحسن جوارهم وأفعل إليهم معروفا فإنه كان ممن نصر عثمان وكان معه في الدار فرحمه الله.
قال محمد بن عمر: وكان أبو هريرة ينزل ذا الحليفة وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه فباعوها بعد ذلك من عمر بن بزيع.
وقد روى أبو هريرة عن أبي بكر وعمر وتوفي سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان. وكان له يوم توفي ثمان وسبعون سنة. وهو صلى على عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين. وهو صلى على أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في شوال سنة تسع وخمسين. وكان الوالي على المدينة الوليد بن عتبة فركب إلى الغابة وأمر أبا هريرة يصلي بالناس. فصلى على أم سلمة في شوال ثم توفي أبو هريرة بعد ذلك في هذه السنة.
[٥٢١ - أبو الروي الدوسي]
من الأزد. كان ينزل ذا الحليفة من الأزد. وكان عثمانيا وقد روى عن أبي بكر الصديق ومات قبل وفاة معاوية بن أبي سفيان.
[٥٢٢ - سعد بن أبي ذباب الدوسي]
قال: أخبرنا أنس بن عياض وصفوان بن عيسى قالا: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب قال: قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأسلمت ثم قلت: يا رسول الله اجعل لقومي ما أسلموا عليه من أموالهم. قال ففعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستعملني عليهم ثم استعملني عمر.
قال: وكان سعد من أهل السراة. قال: فكلمت قومي في العسل فقلت لهم:
زكوه لهم: زكوه فإنه لا خير في ثمرة لا تزكى. قال وقال صفوان: في مال لا يزكى.