للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع]

ثم سرية عبد الله بن عتيك إلى أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري بخيبر في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: كان أبو رافع بن أبي الحقيق قد أجلب في غطفان ومن حوله من مشركي العرب. وجعل لهم الحفل العظيم لحرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبعث رسول الله عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة والأسود بن خزاعي ومسعود بن سنان وأمرهم بقتله. فذهبوا إلى خيبر فكمنوا.

فلما هدأت الرجل جاؤوا إلى منزله فصعدوا درجة له وقدموا عبد الله بن عتيك لأنه كان يرطن باليهودية. فاستفتح وقال: جئت أبا رافع بهدية. ففتحت له امرأته فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فأشاروا إليها بالسيف فسكتت. فدخلوا عليه فما عرفوه إلا ببياضه كأنه قبطية فعلوه بأسيافهم. قال ابن أنيس: وكنت رجلا أعشى لا أبصر فأتكئ بسيفي على بطنه حتى سمعت خشه في الفراش وعرفت أنه قد قضى. وجعل القوم يضربونه جميعا. ثم نزلوا وصاحت امرأته فتصايح أهل الدار واختبأ القوم في بعض مناهر خيبر. وخرج الحارث أبو زينب في ثلاثة آلاف في آثارهم يطلبونهم بالنيران فلم يروهم. فرجعوا ومكث القوم في مكانهم يومين حتى سكن الطلب ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة كلهم يدعي قتله. فقدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:

، أفلحت الوجوه!، فقالوا: أفلح وجهك يا رسول الله! وأخبروه خبرهم فأخذ أسيافهم فنظر إليها فإذا أثر الطعام في ذباب سيف عبد الله بن أنيس. فقال:، هذا قتله!،.

سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم (١)

ثم سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زارم اليهودي بخيبر في شوال سنة ست من مهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: لما قتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق أمرت يهود عليهم أسير بن زارم فسار في غطفان وغيرهم يجمعهم لحرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجه عبد الله بن رواحة في ثلاثة نفر في شهر رمضان سرا فسأل عن خبره وغرته فأخبر بذلك. فقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبره فندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس فانتدب له ثلاثون رجلا. فبعث عليهم عبد الله بن رواحة فقدموا


(١) مغازي الواقدي (٥٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>