قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا عمران بن حدير عن لا حق بن حميد قال: كان عمران بن الحصين نهى عن الكي فابتلي فاكتوى فكان يعج فيقول:
لقد اكتويت كية بنار ما أبرأت من ألم ولا شفت من سقم.
قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثنا أبي قال: سمعت حميد بن هلال يحدث عن مطرف قال: قال لي عمران بن حصين أشعرت أنه كان يسلم علي فلما اكتويت انقطع التسليم؟ فقلت: أمن قبل رأسك كان يأتيك التسليم أو من قبل رجليك؟ قال: لا بل من قبل رأسي. فقلت لا أرى أن يموت حتى يعود ذلك. فلما كان بعد ذلك قال لي: أشعرت أن التسليم عاد لي؟ قال: ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى مات.
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن سلمة بن علقمة عن الحسن قال: أوصى عمران بن حصين فقال: إذا مت فخرجتم بي فأسرعوا المشي ولا تهودوا بي كما تهود اليهود والنصارى. ولا تتبعوني نارا ولا صوتا. قال: وكان أوصى لأمهات الأولاد له بوصايا. فقال: أيما امرأة منهن صرخت علي فلا وصية لها.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة مولى آل عمران بن حصين عن أبيه أن عمران بن حصين أوصى اهله إذا مات أن لا يتبعوه صوتا ولعن من يفعل ذلك. وأن يجعلوا قبره مربعا وأن يرفعوه أربع أصابع أو نحو ذلك.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعبيد الله بن محمد بن حفص القرشي التيمي قالا: حدثنا حفص بن النضر السلمي قال: حدثتني أمي عن أمها وهي بنت عمران بن الحصين أن عمران بن الحصين لما حضرته الوفاة قال: إذا أنا مت فشدوا علي سريري بعمامة وإذا رجعتم فانحروا وأطعموا.
قال محمد بن عمر وغيره: وكان عمران بن حصين يكنى أبا نجيد. وقد روى عن أبي بكر وعثمان. وتوفي بالبصرة قبل وفاة زيد بن أبي سفيان بسنة. وتوفي زياد سنة ثلاث وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.