قال محمد بن عمر: وأثبتهما عندنا حديث مالك. وإن حميدا لم ير عمر ولم يسمع منه شيئا. وسنه وموته يدل على ذلك. ولعله قد سمع من عثمان لأنه كان خاله.
وكان يدخل عليه كما يدخل عليه ولده صغيرا وكبيرا. ولكنه قد روى عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ومعاوية بن أبي سفيان وأبي هريرة والنعمان بن بشير. وأمه أم كلثوم بنت عقبة. وكان ثقة عالما كثير الحديث. وتوفي حميد بن عبد الرحمن بالمدينة سنة خمس وتسعين وهو ابن ثلاث وسبعين سنة.
قال محمد بن سعد: وقد سمعت من يذكر أنه توفي سنة خمس ومائة. وهذا غلط وخطأ. ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك لا في سنة ولا في روايته. وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى الصواب. والله أعلم.
٦٩٣ - أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب.
وهو عبد الله الأصغر وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل من كلب قضاعة. وهي أول كلبية نكحها قرشي. فولد أبو سلمة بن عبد الرحمن سلمة وبه كان يكنى وتماضر وأمهما أم ولد. وحسنا وحسينا وأبا بكر وعبد الجبار وعبد العزيز ونائلة وسالمة وأمهم أم حسن بنت سعد بن الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب من كلب قضاعة. وعبد الملك وأم كلثوم الصغرى وأمهما أم ولد. وأم كلثوم الكبرى تزوجها بشر بن مروان بن الحكم وولدن له وأمها أم عثمان بنت عبد الله بن عوف. وأم عبد الله وتماضر الصغرى وأسماء وأمهم بريهة بنت عبد الرحمن بن عبد الله بن مكمل بن عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة. وعمر بن أبي سلمة ولم تسم لنا أمه.
قالوا: إن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية لما ولي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان في المرة الأولى استقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف على المدينة. فلما عزل سعيد بن العاص وولي مروان المدينة المرة الثانية عزل أبا سلمة بن عبد الرحمن عن القضاء وولي القضاء وشرطه أخاه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.
٦٩٣ تهذيب الكمال (١٦١٠)، وتهذيب التهذيب (١٢/ ١١٥)، وتقريب التهذيب (٢/ ٤٣٠)، وتاريخ ابن معين (٢/ ٧٠٨).