للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

غزوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبوك (١)

ثم غزوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبوك في رجب سنة تسع من مهاجره.

قالوا: بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الروم قد جمعت جموعا كثيرة بالشام وأن هرقل قد رزق أصحابه لسنة. وأجلبت معه لخم وجذام وعاملة وغسان وقدموا مقدماتهم إلى البلقاء. فندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك. وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم. وذلك في حر شديد.

وأمرهم بالصدقة فحملوا صدقات كثيرة وقووا في سبيل الله. وجاء البكاؤون وهم سبعة يستحملونه فقال:، لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ. تَوَلَّوْا وَ أَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ،. وهم: سالم بن عمير وهرمي بن عمرو وعلبة بن زيد وأبو ليلى المازني وعمرو بن عنمة وسلمة بن صخر والعرباض بن سارية.

وفي بعض الروايات من يقول: إن فيهم عبد الله بن المغفل ومعقل بن يسار.

وبعضهم يقولون: البكاؤون بنو مقرن السبعة. وهم من مزينة. وجاء ناس من المنافقين يستأذنون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التخلف من غير علة فأذن لهم وهم بضعة وثمانون رجلا. وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فاعتذروا إليه فلم يعذرهم وهم اثنان وثمانون رجلا. وكان عبد الله بن أبي ابن سلول قد عسكر على ثنية الوداع في حلفائه من اليهود والمنافقين فكان يقال ليس عسكره بأقل العسكرين. وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استخلف على عسكره أبا بكر الصديق يصلي بالناس. واستخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة محمد بن مسلمة. وهو أثبت عندنا ممن قال استخلف غيره. فلما سار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخلف عبد الله بن أبي ومن كان معه وتخلف نفر من المسلمين من غير شك ولا ارتياب. منهم: كعب بن مالك وهلال بن ربيع ومرارة بن الربيع وأبو خيثمة السالمي وأبو ذر الغفاري. وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل بطن من الأنصار والقبائل من العرب أن يتخذوا لواء أو راية ومضى لوجهه يسير بأصحابه حتى قدم تبوك في ثلاثين ألفا من الناس. والخيل عشرة آلاف فرس. فأقام بها عشرين ليلة يصلي بها ركعتين ولحقه بها أبو خيثمة السالمي وأبو ذر الغفاري. وهرقل يومئذ بحمص. فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد في أربعمائة وعشرين فارسا في


(١) تاريخ الطبري (٣/ ١٠٠)، وسيرة ابن هشام (٢/ ٣١٦)، ومغازي الواقدي (٩٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>