للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى أجهضوهم عن العسكر. ووقعوا ينتهبون العسكر ويأخذون ما فيه من الغنائم. وتكلم الرماة الذين على عينين واختلفوا بينهم. وثبت أميرهم عبد الله بن جبير في نفر يسير دون العشرة مكانهم. وقال: لا أجاوز أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ووعظ أصحابه وذكرهم أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: لم يرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

هذا. قد انهزم المشركون فما مقامنا هاهنا؟ فانطلقوا يتبعون العسكر ينتهبون معهم وخلوا الجبل. ونظر خالد بن الوليد إلى خلاء الجبل وقلة اهله فكر بالخيل وتبعه عكرمة بن أبي جهل فحملوا على من بقي من الرماة فقتلوهم. وقتل أميرهم عبد الله بن جبير. رحمه الله. وانتفضت صفوف المسلمين واستدارت رحاهم وحالت الريح فصارت دبورا. وكانت قبل ذلك صبا. ونادى إبليس لعنه الله أن محمدا قد قتل. واختلط المسلمون فصاروا يقتتلون على غير شعار ويضرب بعضهم بعضا ما يشعرون به من العجلة والدهش. وقتل مصعب بن عمير فأخذ اللواء ملك في صورة مصعب. وحضرت الملائكة يومئذ ولم تقاتل. ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى! يا لهبل! وأوجعوا في المسلمين قتلا ذريعا.

وولي من ولي منهم يومئذ وثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يزول يرمي عن قوسه حتى صارت شظايا ويرمي بالحجر. وثبت معه عصابة من أصحابه أربعة عشر رجلا:

سبعة من المهاجرين فيهم أبو بكر الصديق. رضي الله عنه. وسبعة من الأنصار.

حفى تحاجزوا ونالوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وجهه ما نالوا. أصيبت رباعيته وكلم في وجنتيه وجبهته وعلاه ابن قميئة بالسيف فضربه على شقه الأيمن. واتقاه طلحة بن عبيد الله بيده فشلت إصبعه. وادعى ابن قميئة أنه قد قتله. وكان ذلك مما رعب المسلمين وكسرهم.

من قتل من المسلمين يوم أحد (١)

وقتل يومئذ حمزة بن عبد المطلب. رحمه الله. قتله وحشي. وعبد الله بن جحش. قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق. ومصعب بن عمير. قتله ابن قميئة. وشماس بن عثمان بن الشريد المخزومي. قتله أبي بن خلف الجمحي.


(١) مغازي الواقدي (٣٠٠ - ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>