لذاك. قال: أنظر في ذاك ثم أقول. قال: فعليك بالمشركين. ولم أكن هيأت شيئا.
قال فنظرت في ذلك ثم أنشدته فيما أنشدته:
خبروني أثمان العباء متى … كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر
قال: فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كره بعض ما قلت. إني جعلت قومه أثمان العباء. فقلت:
يا هاشم الخير إن الله فضلكم … على البرية فضلا ما له غير
إني تفرست فيك الخير أعرفه … فراسه خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم … في جل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن … تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
قال: فأقبل بوجهه متبسما وقال: وإياك فثبت الله.
أخبرنا يزيد بن هارون ويحيى بن عباد قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما نزلت وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. قال عبد الله بن رواحة: قد علم الله أني منهم. فأنزل الله: «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ» الشعراء:
٢٢٧. حتى ختم الآية.
أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال: أخبرنا شعبة عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت أبا مصبح أو ابن مصبح يحدث ابن السمط عن عباده بن الصامت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد عبد الله بن رواحة. قال فما تحوز له عن فراشه فقال: أتدرون من شهداء أمتي؟ قالوا: قتل المسلم شهادة. قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل. قتل المسلم شهادة. والبطن شهادة. والغرق شهادة. والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة.
أخبرنا محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي عن حصين عن عامر عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت أخته تبكي عليه وتقول: وا جبلاه وا كذا وكذا. تعدد عليه. فقال ابن رواحة حين أفاق: ما قلت شيئا إلا وقد قيل لي أنت كذاك.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: أخبرنا أبو حرة عن الحسن قال: أغمي على ابن رواحة فقالت امرأة من نسائه: وا جبلاه وا عزاه. فقيل له: أنت جبلها أنت عزها؟ فلما أفاق قال: ما شيء قلتموه إلا وقد سئلت عنه.